415. في عقيدة أهل السُّنَّة و الجماعة

في عقيدة وجيزة جامعة نافعة إن شاء الله تعالى على سبيل الفرقة الناجية ، و هم أهل السنة و الجماعة و السواد الأعظم من المسلمين .
الحمد لله وحده ، و صلَّى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلَّم.
وبعد : فإنَّا نعلمُ ونقرُّ ونعتقدُ، ونؤمنُ ونوقنُ، ونشهدُ: أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . إله عظيم ، ملك كبير ، لاربَّ سواه ، و لا معبود إلا إيَّاه . قديم أزلي ، دائم أبدي ، لاابتداء لأوليته ، ولا انتهاء لآخريته . أحد صمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد . لاشبيه له ولا نظير وليس كمثله شئ وهو السميع البصير.
وأنه تعالى مقدَّس عن الزمان والمكان ، وعن مشابهة الأكوان ، و لا تحيط به الجهات، ولا تعتريه الحادثات .
415 
(1/415)
مستوٍ على عرشه على الوجه الذي قاله، وبالمعنى الذي أراده ، إستواءً يليق بعزِّ جلاله ، وعلوِّ مجدِه وكبريائِهِ.
وأنه تعالى قريب من كلِّ موجود، وهو أقرب للإنسان من حبل الوريد، وعلى كل شيءٍ رقيب وشهيد.
حيٌّ قيُّوم، لا تأخذه سنة ولا نَوم. بديع السماوات والأرض، وإذا قضى أمراً فإنَّما يقول له كُنْ فيكون. اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ وَكِيلٌ .
وأنه تعالى على كلِّ شيءٍ قدير ، وبكلِّ شيءٍ عليم ، وقد أحاط بكل شيءٍ علماً ، و أحصى كلَّ شيءٍ عدداً . (وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء ). ( يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) . و يعلم السرَّ وأخفى، (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ).
وأنه تعالى مريد للكائنات ، مدبِّر للحادثات . وأنه لا يكون كائن من خير أو شرٍّ ، أو نفع أو ضُرٍّ ، إلا بقضائه ومشيئته ، فما شاءَ كان ، وما لم يشأْ لم يكن . ولو اجتمع الخلق كلُّهم على أن يُحَرِّكوا في الوجود ذرةً ، أو يُسَكِّنُوها دون إرادته لعجزوا عنه.
وأنه تعالى سميع بصير ، متكلِّم بكلام قديم أزلي ، لا يشبه كلام الخلق .
416 
(1/416)
وأن القرآن العظيم كلامه القديم ، وكتابه المنزَّل على نبيه و رسوله محمد صلَّى الله عليه و سلَّم .
وأنه سبحانه الخالق لكلِّ شيء ، والرازق له والمُدَبِّر والمتصرِّف فيه كيف يشاء ، ليس له في ملكه منازع ولا مدافع ، يعطي من يشاء ، ويمنع من يشاء ، ويغفر لمن يشاء ، ويُعذِّب من يشاء ، لا يُسَألُ عَمَّا يَفعَلُ ، وهم يُسْأَلُونَ .
وأنه تعالى حكيم في فعله ، عادل في قضائه ، لا يتصور منه ظلم ولاجور ، ولا يجب عليه لأحدٍ حقٌّ . ولو أنه سبحانه أهلك جميع خلقه في طرفة عين لم يكن بذلك جائراً عليهم ولا ظالماً لهم ، فإنَّهم مِلكُهُ وعَبيدُهُ ، وله أن يفعل في ملكه ما يشاء وما رَبُّكَ بِظَلامٍ للعبيد . يثيب عباده على الطاعات فضلاً وكرماً، و يعاقبهم على المعاصي حكمةً وعدلاً ، وأنَّ طاعته واجبة على عباده بإيجابه على ألسنة أنبيائه عليهم الصلاة والسلام.
ونؤمن بكلِّ كتابٍ أنزله الله ، وبكلِّ رسولٍ أرسله الله ، وبملائكة الله ، وبالقدر خيره وشرِّه.
ونشهد أنَّ محمداً عبد الله ورسوله ، أرسله إلى الجنِّ والإنس ، والعرب والعجم ، بالهدى ودين الحقِّ ليظهره على الدين كلِّه ولو كَرِهَ المشركون . وأنه بلَّغ الرسالة ، وأدَّى الأمانة ، ونَصَحَ الأمة ، وكشف الغمة ، وجاهد في الله حقَّ جِهَادِه ،
417 
(1/417)
وأنه صادق أمين ، مؤيَّد بالبراهين الصادقة والمعجزات الخارقة . وأن الله فرض على العباد تصديقه و طاعته و اتِّبَاعَه، و أنه لا يقبل إيمان عبد و إن آمن به سبحانه حتَّى يؤمن بمحمد صلَّى الله عليه وسلَّم ، و بجميع ما جاء به و أخبر عنه من أمور الدنيا والآخرة والبرزخ.
ومن ذلك : أن يؤمن بسؤال منكر ونكير للموتى ، عن التوحيد والدين و النبوة. وأن يؤمن بنعيم القبر لأهل الطاعة ، وبعذابه لأهل المعصية .
وأن يؤمن بالبعث بعد الموت ، وبحشر الأجساد و الأرواح إلى الله،و بالوقوف بين يدي الله، و بالحساب، و أن العباد يتفاوتون فيه إلى مسامح ومناقش ، وإلى من يدخل الجنة بغير حساب .
وأن يؤمن بالميزان الذي توزن فيه الحسنات والسيئات ، وبالصراط وهو جسر ممدود على متن جهنم وبحوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي يشرب منه المؤمنون قبل دخول الجنة ، وماؤه من الجنة.
وأن يؤمن بشفاعة الأنبياء ثم الصديقين والشهداء ، والعلماء والصالحين و المؤمنين . وأن الشفاعة العظمى مخصوصة بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وأن يؤمن بإخراج من دخل النار من أهل التوحيد حتى لا يخلد فيها
418 
(1/418)
من في قلبه مثقال ذرة من ايمان . وأن أهل الكفر والشرك مخلدون في النار أبد الآبدين ، لايخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون . وأن المؤمنين مخلدون في الجنة أبداً سرمداً ، لايمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين .
وأن المؤمنين يرون ربهم في الجنة بأبصارهم على ما يليق بجلاله وقدس كماله .
وأن يعتقد فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وترتيبهم ، وأنهم عدول أخيار أمناء ، لا يجوز سبهم ولا القدح في أحد منهم . وأن الخليفة الحق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبوبكر الصديق ، ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان الشهيد ، ثم علي المرتضى رضي الله عنهم وعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أجمعين ، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم برحمتك اللهمَّ يا أرحم الراحمين .
* * *
 (Nashoihud diniya)
Sebarkan Kebaikan Sekarang
loading...

PISS-KTB

PISS-KTB has written 4222 articles

Group facebook ini bernama PUSTAKA ILMU SUNNI SALAFIYAH – KTB, selanjutnya disebut dengan PISS-KTB. KTB merupakan kependekan dari Kenapa Takut Bid’ah. Apa Beda PISS - KTB dibanding dengan grup yang lain yang juga punya visi - misi sama ?
silahkan Kontak kami

Comments

comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

You may use these HTML tags and attributes: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>